11 أبريل، 2009

الفقد


تمر عليك أوقات تتخيل أنها أصعب أوقات حياتك وأنك لن تعيش اقسى منها
تصبر نفسك بأنها حتما ستنتهى لتعود لأيامك المعتادة مرة أخرى ولن يبقي منها إللا ذكرى بعض المرارة المحتملة .
تسمع عن الفقد وتتعامل مع ألمه من بعيد وإذا اصاب أحد أعزائك تعتقد أن ما تشعر به من ألم هو منتهى الألم وأن الحزن الذى لازمك لعدة أيام لا يساويه حزن بعدها تعود الحياة إلى ما كانت عليه وتعود أنت إلى نفسك معتقدا أن ما شعرت به حينها هو ما سوف يصيبك عند كل محنة فقد جديدة
تسير بك الأيام وأنت تظن انك تعرف وجع الفقد وتألفه لتصحو يوما وتكتشف وكأنك تتعرف عليه لأول مرة وأنك دخلت محنة فقد لا يقدر عقلك على فهمها فهى أقسي مما تحتمل ،تقنع نفسك أنه كابوس وستفيق منه حتما فتمر أيام وأسابيع وشهور ولا ينتهى
تتبدل بعدها تفاصيل الحياة لم تعد أبدا كما كانت حتى ملامح الناس فى عينك لم تعد كما كانت من قبل
تتغير أحلامك رجائاتك وحتى مخاوفك
تجد كل التفاصيل الصغيرة حولك تدعوك للكلام عنه وإذا نبهك أحدهم لضرورة التوقف عن ذلك لتعطى فرصة السلوان لمن حولك تجد نفسك تتكلم كلامه بطريقته تحب ما أحب وتكره ما كره وتتصرف كما كان يتصرف كأنك قررت ان تلغي نفسك لتصل العمر القصير الذى انتهى
يتملكك الرعب كثيرا أن يكون ذلك عدم رضا بقضاء الله فتحاول العودة إلى حياتك مرة أخرى فيأخذك شعور قاسي بالذنب لمجرد التفكير بعودة الحياة كما كانت لتظل ممزقا بين ذنب ما صرت إليه وذنب تركه واستئناف الحياة التى كانت قبل الفقد